fb
  • 1

أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا

سافر مجموعة من الهولنديين إلى أوروبا للقاء الأطفال اللاجئين الفارين من بلدانهم الأصلية بسبب الحروب.

منذ عام 2015، نزح الكثير من اللاجئين إلى أوروبا مخلّفين ورائهم بلدانهم المليئة بالحروب والدمار وجميع أشكال الاضطهاد. ومنذ ذلك الحين، بثت وسائل الإعلام الكثير من القصص المؤلمة والحزينة عن اللاجئين، لذا قررت مجموعة الهولنديين هذه المرة رصد شيئًا مختلف؛ ألا وهو الذهاب إلى أوروبا وسؤال اللاجئين عن آمالهم وأحلامهم المستقبلية، حيث كانت الأجوبة شيّقة ومؤثرة جدًا.

كانت أحلام البعض وأمنياتهم، وجود قوة خارقة من شأنها إنهاء مشاهد الحرب والدمار في سوريا، في حين أن البعض تمنيّن بأن يصبحن مضيفات طيران، البعض الآخر تمنى أن يطارد الفراشات طوال اليوم وآخرين تمنوا بأن يلتقوا بهاري بوتر!

التقطت مجموعة الهولنديين الصور لهؤلاء الأطفال وقاموا بتصميم وتركيب صورًا لهم تجمعهم بأحلامهم.

أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مشروعًا يتكون من سلسلة من الصور للاجئين الأطفال الذين فرّوا من بلادهم وتركوا كل شيء وراءهم باستثناء آمالهم وأحلامهم للمستقبل. بغض النظر عن مدى صدماتهم ومعاناتهم التي عاشوها خلال الحرب والتجربة القاسية التي مرّوا بها، فهم لم يفقدوا أبًدا القدرة على الحلم والتمني. هذه هي القوة بعينها، وهو الجوهر الذي حاول فريق الهولنديين تصويره من خلال مجموعة الصور التالية.


لقد ركبت الطائرة لمرة واحدة فقط في حياتي، وكانت هي المرة التي جئت بها من الصومال إلى هنا. كنت أشعر طوال الوقت بسعادة عارمة تغمرني!

أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا


"لقد ركبت الطائرة مرة واحدة في حياتي، وهي المرة التي قدمت بها من الصومال إلى هنا. في ذاك اليوم، رأيت أبي أخيرًا في المطار، لم أره منذ مدة طويلة. ركضت إليه وعانقته بقوة. منذ فترة وجيزة، شاهدت فيلمًا لفتاة جميلة وذكية كانت تعمل كمضيفة طيران، ومنذ ذلك الحين وأنا أتمنى أن أصبح مضيفة طيران لأكون قادرة على السفر مثلها وينتابني ذاك الشعور بالسعادة كلما صعدت الطائرة." منال، 14 عامًا، من الصومال (أمستردام، هولندا)

"ما زالا والدا هناء في سوريا، إنها تشتاقهم بالفعل! من الواضح أنني لم أستطع أن أحل مكانهم، ولكني أحاول قدر المستطاع. لحسن الحظ بأنها فتاة قوية جدًا، قوية كالأسد!"

أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا


" لدى هناء شقيقان تؤام ما زالا في سوريا، وهي تشتاقهم كثيرًا. أنا عمّها واعتني بها كوالدها. لقد قمنا بمغادرة سوريا من أجلها. تبلغ هناء من العمر 7 أعوام فقط، لكنّها ذكية للغاية ولا تستطيع تحمل الظلم والاضطهاد، كانت الأوضاع في سوريا أكبر بكثير من قدرتها على التعايش معها وتحملها. عندما قررنا أنا وجدتها اللجوء إلى ألمانيا قرر والداها أن نصطحبها معنا لأنها لم تكن لتتحمل قساوة الحياة هناك. افتقدت هناء لعائلتها بشكل مؤسف، وليش بإمكاننا أن نحل مكانهم، لكنني أحاول أن أعوضها قدر ما استطيع. لحسن الحظ أنها فتاة قوية، قوية كالأسد!" هناء، 7 أعوام، من سوريا، (برلين ألمانيا)


"أحلم بأن امتلك دراجة يومًا ما. لدينا في المنشأة العديد من الدراجات الهوائية لكن أرغب بامتلاك واحدة خاصة بي. إذا تمكنت من قيادة الدراجة بسرعة، سيكون باستطاعتي الطيران يومًا من الأيام!"

أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا


" أبلغ من العمر سبع سنوات. ولدت في الصومال، وأعيش في ألمانيا منذ عام تقريبًا وأحب كثيرًا الحياة هنا.

أنا وأختي نحب اللعب كثيرًا وكلانا يحب فروزن (شخصية كرتونية). أنا الآن في المدرسة وأتعلم اللغة الألمانية. أكبر أحلامي هو امتلاك دراجة في يوم من الأيام. هنا في المنشأة، لدينا العديد من الدراجات الهوائية، ولكن أرغب بامتلاك دراجتي الخاصة. ربما إذا قدت الدراجة بسرعة سأتمكن من الطيران في يومٍ من الأيام. ”ماريان، 7 سنوات، من الصومال (برلين، ألمانيا)


كنت ألعب كرة القدم في أفغانستان وما زلت ألعبها في ألمانيا أيضًا. تغيرت الكثير من الأشياء في حياتي، لكن لعبي لكرة القدم لم يتغير مطلقًا!"

أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا


أفكر دومًا بكرة القدم منذ الصباح وحتى المساء، عندما أخلد إلى النوم يبقى تفكيري معلقًا في كرة القدم. كنت ألعب الكرة منذ أن كنت في أفغانستان وما زلت ألعبها في ألمانيا أيضًا. تغيرت في حياتي الكثير من الأشياء، لكن حبي ولعبي لكرة القدم لم يتغيرا قط. ألعب كرة القدم مع عمي وأخي، لكنهم لا يمررون الكرة إليّ أثناء اللعب وهذا ما يجعلني لا أحب أن ألعب معهم، فهم يرغبون بتسجيل الأهداف بأنفسهم! بالنسبة لي، لا يهم من يقوم بتسجيل الأهداف منّا، فجميعنا نشكّل فريقًا واحدًا والفوز يحسب لنا جميعًا. صهيب، 11 سنة، من أفغانستان. (برلين، ألمانيا)


" سعيدٌ جدًا لرؤيتهم أطفال عاديون يحبون الحيوانات واللعب. أنا حقًا سعيد بأن لهم مستقبل بعيدًا عن صوت القنابل التي تسقط من السماء"

أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا

" تركْ عائلتي خلفي في سوريا كان أصعب قرار اتخذته في حياتي! الوضع في سوريا لم يعد محتملًا أبدًا. لم يكن لدي أي فكرة عن المكان الذي سأتجه إليه أو ما إذا كنت سأبقى على قيد الحياة، كنت مدركًا تمامًا إلى مدى خطورة ما سأقدم عليه، لذلك قررت أن أذهب وحدي وأن تأتي عائلتي بعد أن أجد ما أقدمه لهم هناك. كانت الرحلة قاسية جدًا، عندما وصلت إلى هولندا قررت البقاء فيها. كنت أتواصل مع عائلتي عن طريق سكايب لكن لم يكن بمقدوري احتضانهم من خلف الشاشة. لم استطع التركيز في تعلم اللغة الهولندية فدائمًا كنت أفكر بزوجتي وأطفالي. خلال الأشهر الأولى بقيت في مبنى السجن القديم وتقدمت بطلب اللجوء، بعد 8 أشهر وبعد حصولي على وضعية في هولندا، تمكنت من البدء في إجراءات لم شمل الأسرة. كنت مشغولاً بإحضار أطفالي وزوجتي إلى هولندا طوال الوقت. ثم جاء اليوم الذي استقبلهم في المطار، قام صديقي بتصوير اللحظة التي رأيتهم بها لأول مرة. لا زلت أشعر بالحزن في كل مرة أشاهد فيها هذا الفيديو. مضى على وجود عائلتي في هولندا اليوم عدة أشهر، لقد اعتاد أولادي على الحياة هنا. أسعد كثيرًا في كل مرة أراهم فيها أطفال عاديون يحبون اللعب والحيوانات. من الآن فصاعدًا لن أكون قلقًا بشأن القنابل التي تتساقط من السماء، فنحن اليوم ننعم بحياة آمنة أنا وعائلتي" والد كلًا من مجد وتيم، 5 سنوات، من سوريا (أمستردام، هولندا)


" أختي لطيفة جدًا، أحب أن أقرأ لها الكتب، مثلما كنت أفعل في سوريا. سنلعب اليوم في الحديقة ونطارد الفراشات. تمامًا كما نفعل كلّ يوم"

أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا

" يصادف اليوم عيد ميلاد شقيقتي الصغيرة. أتمّت أفيان اليوم 5 سنوات. سرّحت لنا أمي شعرنا من أجل عيد الميلاد وبدا جميلًا جدًا. نشاهد دومًا برنامجًا على التلفاز معًا عن امرأة ذات شعر جميل وفساتين جميلة. أختي أفيان لطيفة جدًا أنا أحب أن أقرأ لها الكتب، كما كنت أفعل عندما كنّا في سوريا. سنلعب اليوم في الحديقة ونطارد الفراشات. نحن نفعل ذلك معًا دومًأ. كما أننا نشارك مع بعضنا جميع أسرارنا.."

" ما هي الأسرار؟"

"لا يمكننا اطلاعك عليها، فلن يبقى الأمر سرًا بعدها!"



" أحلم بأن يمتلك جميع الناس أجنحة تمنكّنهم من الطيران واعتناق القمر ولمس السماء، تمامًا كالملائكة"

أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا


غزل، 10 سنوات، من سوريا (لوزان، سويسرا)

" أحلم بأن أكون بطلًا عظيمًا يرتدي أساور ذهبية، مثل ووندر وومان. لأتمكن من إنهاء الحرب في سوريا، ثم أعود هناك وأقّبل كل شيء، حرفيًا كل شيء، وآكل الموز والبطيخ."


أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا


أنا أحب ألعاب الكمبيوتر كثيرًا. واحدة من ألعابي المفضلة تسمى "Combat Zombie". سألت صديقي مرة من المرات عمّا إذا كانت الزومبي حقيقيًة أم لا، قال لي أنها حقيقية لكنها موجودة في الولايات المتحدة فقط، لم أصدقه حينها. لكنّي أشعر بالخوف من الذهاب إلى دورة المياه ليلًا لوحدي! لذا أريد أن أصبح بطلًا عظيمًأ مثل Wonder Woman كي لا أخاف من شيءٍ بعد ذلك، وأنهي الحرب في سوريا، وأقبّل كل شيٍ هناك وآكل الموز والبطيخ" أيهم، 8 سنوات، من سوريا (فيينا، النمسا)



" سأبلغ العشرين قريبًا، على الرغم من أنني أصبحت كبيرًا لأحتفل بعيد ميلادي، لكن لا يهم! فأنا ما زلت أتمنى بأن أقيم عيد ميلاد وأزينه بصور هاري بوتر"

أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا


أخبرتني أحد المدرسات يومًا بأن لغتي الألمانية ليست جيدة بما يكفي لمواصلة دراستي الثانوية. لقد جئت من الصومال إلى النمسا في عام 2009، لذا لم تكن اللغة الألمانية لغتي الأولى. بعد أن أخبرتني بأنني قد أضطر إلى ترك دراستي وبدء العمل، بذلت قصارى جهدي في الدراسة وقرأت العديد من الكتب باللغة الألمانية حتى تحسن مستواي اللغوي وتمكنت من مواصلة دراستي. أنا الآن آخذ دروس مسائية على أمل أن أتخرج هذا العام وأتمكن من الذهاب إلى الجامعة. لست متأكدًامن التخصص الذي أريد دراسته، لكنني أريد تخصصًا يضمن لي الحصول على وظيفة مرموقة. منذ أن كنت طفلًا، كنت أحلم بأن أقيم حفلة عيد ميلاد، وكوني أحد معجبي هاري بوتر فأتمنى أن يفاجئني أصدقائي يوم عيد ميلادي بإقامة احتفالٍ مميز لي وهم مرتدين أزياء هاري بوتر" خالد، 20 سنة، من الصومال (النمسا ، فيينا)


" أتمنى أن أصبح صحفيًا، فقد شاهدت الكثير من الأخبار عبر الإنترنت بشأن ما يحدث في سوريا لكن لا أحد يعرف ما إذا كانت صحيحة، وحدهم الصحفيين بإمكانهم معرفة الحقيقة"


أحلام وأمنيات اللاجئين في أوروبا


أكثر ما أتذكره من رحلة مجيئنا إلى النمسا هو القارب المطاطي. استغرق الأمر 5 ساعات، حيث تم إيقاف المحرك عدة مرات. كانت منتصف الليل وكنا خائفين جدًا. لقد ذهبنا من تركيا إلى اليونان، أتذكرأننا مشينا كثيرًا، وأتذكر أيضًا الوحل والبرد والأمطار المستمرة التي هطلت علينا. لم أتناول الكثير من الطعام وقتها. عندما وصلنا أخيرًا إلى النمسا، كنت سعيدًا جدًا لأنني لم أعد مضطرًا للمشي. فقد انتهى الأمر بنا بالبقاء هنا في فيينا. في أول يوم لي في المدرسة في النمسا، كنت عصبيًا جدا. لم أكن أعرف ماذا أتحدث مع زملائي. فأنا لم أقابل أبداً أطفال نمساويين من قبل، وكنت أول طفل سوري في الصف. سألني الأطفال في صفي أسئلة كثيرة عن سوريا والحرب. لم أكن أتكلم عن حياتي في سوريا كيف كانت، فقد كنت أخبرهم عن حلب وعن الحرب، وحدثتهم أيضًا عن الفلافل لأن الفلافل في سوريا لذيذة جدًا. بعض الأطفال كانوا يسألوني أسئلة مضحكة، مثل هل لديكم السيارات في سوريا؟ بالطبع لدينا! . أشاهد الكثير من الأخبار عن سوريا لكن من الصعب معرفة الصحيح منها، لذا أريد أن أصبح صحفيًا لكي أستطيع تقصي الحقيقة" عمر، 15 عامًا، من سوريا (النمسا ، فيينا)






ما رأيك بهذه المقالة ؟


اشترك معنا أو قم بـ تسجيل الدخول لكي تستطيع التعليق .